قصة للأطفال

وقف الأرنب فروان على جانب الطريق ينظر إلى القرد شادي وهو يسير في طريقه واثقا من نفسه ,ولما اقترب القرد شادي من الأرنب فروان , انطلق إليه وقال : مرحبا بك يا قرد شادي.
- مرحبا بك يا أرنب فروان, وبالمناسبة لقد عدلت اسمي.
- كيف؟وما هو اسمك الجديد؟
-اسمي الآن هو القرد شادي المفكر.
ضحك الأرنب فروان وقال:وفيما تفكر يا قرد شادي المفكر؟
-أفكر فيما حولي من الأشياء,فمثلا فكرت في الماء الذي في البحيرة.
- ومادا وجدت في الماء يا قرد شادي ؟
-قلت لك شادي المفكر.
-عفوا يا قرد شادي المفكر ,نحن نشرب الماء ولا نفكر فيه, المهم كيف فكرت في الماء؟.
- لقد فهمت كيف تكونت هذه البحيرة, لقد نزل المطر غزيرا على الجبال,ثم سار في مسارات السيول حتى تجمع في البحيرة.
-جميل, جميل أيها القرد المفكر,هل تفكرت في شيء آخر؟
-بالطبع,لقد تفكرت في الزرع والعشب الذي يخرج من الأرض.
- أنا أحب هذا الزرع والعشب, فهو غذائي أيها المفكر.ولكن أخبرني كيف تفكرت فيها؟
- لقد نزل المطر من السماء على الأرض,فأنبتت بذور الأعشاب الصغيرة المدفونة في الأرض فأنبتت الأعشاب والزروع التي نتغذى نحن الحيوانات عليها.
- إني معجب بك يا قرد شادي المفكر,وسوف أتعلم التفكير مثلك.
انتقل الأرنب فروان ليسكن بجوار القرد شادي المفكر, ووضع لوحة على جحره وكتب عليها : الأرنب فروان المفكر.
ذهب الخروف صفوان ليزور صديقه الأرنب فروان ,ولما خرج له ,جلس قليلا, ثم قال:لقد رأيت لوحة على بابك مكتوب عليها:الأرنب فروان المفكر.
- نعم يا خروف صفوان.
- وفيم تفكر؟
-لقد تفكرت في ماء البحيرة,وفهمت كيف ينبت العشب والزرع,وأعاد عليه ما سمعه من القرد شادي المفكر.
أعجب الخروف صفوان بكلام الأرنب فروان وقال: هذا شيء جميل يا أرنب فروان, وسوف افعل مثلك ,وأصير مفكرا.
انتقل الخروف صفوان ليسكن بجوار الأرنب فروان والقرد شادي المفكر,ووضع على بيته لوحة كتب عليها:الخروف صفوان المفكر.
وبينما الجمل سفيان يسير في الطريق استرعى انتباهه اللوحات الموجودة على بيوت الحيوانات المفكرة فوقف قريبا من بابهم واخذ ينادي: أيتها الحيوانات المفكرة.
خرجت الحيوانات المفكرة فوجدت الجمل سفيان واقفا أمامهم. قال الخروف مرحبا بك أيها الجمل, لماذا تنادي؟وماذا تريد؟
- مرحبا بكم,أولا أعرفكم بنفسي أنا الجمل سفيان,وقد استرعى اهتمامي – وأنا في طريق السفر- هذه اللوحات المكتوبة على بيوتكم,فهل لكم أن تخبروني قصتها.
حكى القرد شادي للجمل سفيان قصة التفكر, وكيف تعلم منه جيرانه الأرنب والخروف.
أعجب الجمل سفيان بالفكرة, وحين وصل إلى موطنه في الصحراء, جمع كل قطيع الجمال, وتعلم الجميع كيف يتفكرون.
جلست الجمال تحت الشمس الحارقة تتفكر سويا في اتساع الصحراء,وتعدد ألوان صخورها ورمالها,وكان الحر الشديد يعكر متعة تفكرهم. وبينما هم كذلك, مر بهم الفيل عقلان, فقال: مالي أراكم تجلسون في الحر الشديد أيها الجمال؟
- نتفكر في الصحراء والماء والعشب والزرع.
- وماذا أفادكم هذا التفكير؟
- إنه شيء ممتع أن تكون مفكرا.
- ألم تفهموا أن الزرع والعشب ينبت من بذور صغيرة إذا نزل عليها الماء؟
- نعم هذا صحيح.
- إذن لماذا لا تحضرون بذور النباتات التي تحبونها وتضعونها في الصحراء؟ لماذا لا تزرعون الأشجار في هذه الصحراء القاحلة فتستمتعون بظلها في هذا الحر الشديد؟
-هذه فكرة طيبة يا فيل عقلان.
انطلقت الجمال تزرع الشجر في الصحراء, ولما نزل المطر أنبتت البذور, وظهر الشجر صغيرا, ثم كبر شيئا فشيئا.
امتلأت الصحراء بالأشجار, وصارت الجمال تجلس في ظلها , وتأكل من أوراقها, وفرحت الجمال بتحسن أحوالها.
انطلق الجمل سفيان ومعه مجموعة من الجمال ليشكروا الفيل عقلان على نصيحته.
رحب بهم الفيل عقلان وقال: إن المعرفة جميلة حقا, ولكن الأجمل أن نستفيد منها في حياتنا.