نصف المدرجات لأعوان الدولة

طرحت الأحداث، التي شهدتها، أول أمس، شبابيك بيع التذاكر بالمركب المتعدد الرياضات ''مصطفى تشاكر'' بالبليدة، استفسارات عديدة حول الوجهة التي أخذتها التذاكر التي لم تعرض للبيع تحسبا للقاء الذي سيجمع المنتخب الجزائري بنظيره الزامبي، يوم الأحد، لحساب التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا.
لم تستفد الجهات المسؤولة المحلية من التجارب الماضية حين أخفقت في بيع التذاكر بصورة طبيعية دون حدوث تجاوزات وانزلاقات خطيرة، بدليل الأحداث الخطيرة التي شهدها محيط الملعب، وهي الأحداث التي عرفت اشتباكات وإصابات واعتقالات.
وكانت الفرصة مواتية لتفادي تكرار الأحداث التي عرفتها المقابلة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والمصري في إطار نفس التصفيات، حيث غاب حسن التسيير في عملية لم تكن تتطلب اجتهادا كبيرا لإنجاحها، رغم الرغبة الملحة للأنصار في افتكاك تذكرة.
وكان أيضا ممكنا تفادي السماح للأنصار بأخذ أكثر من تذكرة واحدة عن طريق تقديم بطاقة تعريف أو بطاقة رسمية تحول دون السماح للمناصر الواحد بالاستحواذ على أكثر من تذكرة، لقطع الطريق أمام هواة السوق السوداء.
ووضعت إدارة المركب 18 ألف تذكرة بقيمة 500 دينار للواحدة، فيما وضعت للبيع 1500 تذكرة بقيمة ألف دينار، خاصة بالمدرجات الشرفية. بمعنى أن إدارة المركب وضعت للبيع 19500 تذكرة فقط في المجموع العام، في وقت تقدر طاقة استيعاب الملعب بـ 40 ألف متفرج.
ويبدو واضحا أن الطلب كان أكبر من العرض، مما أدى إلى حدوث توترات خلال عملية البيع، وأيضا اللجوء إلى اقتناء التذاكر في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
وقامت الفاف بالتكفل بتوزيع الفارق في عدد التذاكر التي لم تعرض للبيع، وهو عدد كبير يصل إلى نصف عدد المتفرجين الذين يسمح بدخولهم إلى الملعب. وقد حرم لجوء الفاف إلى تسيير الفارق من التذاكر، الأنصار من مشاهدة المقابلة عن قرب، وسبب حالة استياء كبيرة وسطهم.
وحسب ما علمناه، فإن الفاف قامت بتسيير توزيع التذاكر التي لم تعرض للبيع لأسباب أمنية، حيث خشيت أن يتسبب الدخول غير المضبوط للأنصار في حالات تدافع، وفضلت فتح الباب للسماح لأعوان الجيش والشرطة والحماية المدنية بأخذ مقاعد لهم في المدرجات، وهؤلاء معروفون بالتحلي بالانضباط.